الطاقة المستدامة و آفاقها

في عام 1983 شكّلت الأمم المتحدة لجنة عالمية للبيئة و التنمية برئاسة غروهارليم بورنتلاند رئيسة وزراء النرويج آنذاك و عضوية مجموعة من الخبراء و ذلك من أجل دراسة مشكلات البيئة و التنمية على كوكب الارض، و وضع الاقتراحات لحلها و وضع حد للصراع بين البيئة و التنمية  والخروج بمفهوم يعمل على اتزان العلاقة بينهما، دون الإضرار بأي منهما من خلال صيغة برنامج عالمي للتغيير و اقتراح استراتيجيات بعيدة المدى.
 و كانت حصيلة عمل هذه اللجنة إصدار كتاب مستقبلنا المشترك our common  future  الذي حمل مفهوماً جديداً للتنمية، و هو مفهوم التنمية المستدامة و هي التنمية التي تلبي حاجات الحاضر دون المساومة على قدرة الأجيال المقبلة في تلبية حاجاتهم.
 لقد أدّى مفهوم التنمية المستدامة إلى ظهور فلسفة تنموية جديدة تضع في عين الاعتبار محدودية الموارد البيئية الطبيعية و حدود قدرة الأرض على تحمل إجهاد الاستنزاف من ناحية و التلوث و التدهور من الناحية الأخرى، و تعتبر مصادر الوقود الاحفوري المتمثلة بالنفط و الغاز و الفحم احدى الموارد الطبيعية لإنتاج الطاقة و التي يمكن اعتبارها نموذج نتعرف من خلاله على الأزمة البيئية ذات الوجهين الخطيرين و هما  التلوث و الاستنزاف.
 لقد تزامن بروز قضايا البيئة و مشكلاتها إلى السطح مع قيام الثورة الصناعية بعد اختراع جيمس واط للآلة البخارية في عام 1763 ثم تلاها اختراع آلة الاحتراق الداخلي و كل هذه الآلات أدّت إلى تشغيل المصانع و محطات انتاج الطاقة و المركبات و غيرها من آليات و منشئآت الصناعة، و ذلك اعتماداً على الوقود الأحفوري، و هو ما يعني الاعتماد على الموارد الطبيعية و هي موارد محدودة من ناحية و ملوثة للبيئة و مضرة بصحة الإنسان من الناحية الأخرى.
 و على ضوء ذلك فإنّ اتجاه التنمية المستدامة في التعامل مع الموارد الطبيعية  تعاملاً مستداماً  يعني مراعاة محدودية الموارد و عدم تلويث البيئة لهذا فإن طاقة الرياح و الطاقة الشمسية  و غيرها من مصادر الطاقة المتجددة و النظيفة هي الأمل و المستقبل في إنتاج الطاقة بدلاً من المصادر الملوثة و غير الدائمة و في مقدمتها الوقود الاحفوري الذي أصبح اليوم مهدد بالانخفاض التدريجي من باطن الأرض و خاصة أن النفط تزداد تكلفة استخراجه كلما  ازداد استهلاكه.
 كما أن أزمة المناخ و زيادة تركيز غازات الاحتباس الحراري و في مقدمتها ثاني أكسيد الكربون أصبح اليوم يعيد إلى الأذهان ذلك الصراع بين البيئة و التنمية و بالتالي فإن الأمر يتطلب البحث عن مصادر آمنة و غير ضارة بالبيئة.  و هنا يكمن الأمل في مستقبل الطاقة المتجددة و في اعتبارها طاقة المستقبل أو الطاقة المستديمة و فقاً لمفهوم التنمية المستديمة.
 لكن  الامر يتطلب اليوم تطوير المصادر المتجددة للطاقة، و ذلك باستخدام تطبيقات المعارف و النظريات العلمية التي تتضمنها أبحاث الطاقة أو تلك التي تتجه إلى تحسين كفاءتها و توفير تكنولوجيا تساعد على استغلالها بشكل أكثر فاعلية،  و ذلك من أجل تلبية الاحتياجات في الحاضر و الحصول على طاقة نظيفة غير ملوثة.

  |الطاقة المتجددة
 هي الطاقة المستمدة من الموارد الطبيعية التي تتجدد أو التي لا يمكن أن تنفذ، و هي أيضا ما يطلق عليها (الطاقة المستدامة). و مصادر الطاقة المتجددة، تختلف جوهرياً عن الوقود الأحفوري من بترول و فحم و غاز طبيعي، أو الوقود النووي الذي يستخدم في المفاعلات النووية. و هي أيضاً طاقة نظيفة إلى جانب تجددها حيث أنه لاينتج عنها مخلفات تضر بالبيئة مثل مخلفات ثاني أكسيد الكربون أو غازات ضارة أو تعمل على زيادة الاحتباس الحراري كما يحدث عند احتراق الوقود الأحفوري أو المخلفات النووية الضارة الناتجة من مفاعلات القوى النووية.
  |ويمكن تلخيص ابرز و أهم أنواع و مصادر و صور الطاقة المتجددة فيما يلي :
1)     الطاقة الشمسية.
2)     طاقة الرياح.
3)     طاقة المساقط المائية.
4)     طاقة حرارة باطن الأرض.
5)     طاقة حركة الأمواج و المد و الجزر.
6)     طاقة التدرج الحراري أو فرق درجات الحرارة في أعماق المحيطات و البحار.

مقال لـ :
عبدالحكيم محمود
Share To:

new vision

ياسر مدون عربي يهتم بكل ماهو جديد وحصري في عالم النت قرر ان يضع خبرته البسيطة في مجال المعلوماتية والتصميم في هذه المدونة لكي يستفيد منها الجميع
.

Post A Comment:

0 comments so far,add yours